ولد يوسف الصائغ عام 1933 وانتقل إلى بغداد ولديه 18 سنة، ثم انتمى إلى الحزب الشيوعي في مرحلة لاحقة. تزوج (جولي) التي رافقته حتى وفاتها إثر حادث انقلاب سيارتهما التي أقلتهما مع بعض الأصدقاء، ليصدر مجموعة شعرية خاصة عنها وشّحت أطراف صفحاتها بالسواد ومثلت لوناً شعرياً حديثاً مزج الحب بالرثاء.
كما شهدت حياة الشاعر تجميداً لأنشطته المهنية والثقافية إثر خروجه من السجن، في أعقاب انهيار الجبهة الوطنية التقدمية للأحزاب المؤتلفة مع السلطة وتعقب وقتل بعض أعضائها. لكن الشاعر ما لبث أن أعلن طلاقه من عقيدته الماركسية في بيان شهير نشر في جريدة الثورة، لسان الحزب الحاكم واحتل صفحة كاملة، وكان له وقع غريب على المشهد الثقافي العراقي تحت عنوان (مقدمة لقصيدة حب فاشل).
ومن التحولات البارزة الأخرى التي شهدتها حياة الصايغ تحوله من المسيحية إلى الإسلام وزواجه بزميلة له مسلمة.
عمل الشاعر بعد خروجه من الحزب في جريدة الثورة كاتبا لزاوية في الصفحة الأخيرة، بعنوان جهينة، وهي امتداد لزاويته الشهيرة في مجلة ألف باء أيام انتمائه للحزب المعروفة ب(أفكار بصوت عال)، ليعين مديرا عاما للسينما والمسرح في ما بعد.
انطوى الشاعر يوسف الصائغ على إمكانات إبداعية كبيرة متعددة، فلم يقتصر نتاجه على الشعر بل تجاوزه إلى الرواية والمسرحية والعمود الصحافي والفن التشكيلي وكتابة السيناريو. ولم يكن نتاجه في أي حقل من هذه الحقول متوسطاً أو متواضعا، بل كان متميزا في جميع ما عالج وكتب.
توفي يوسف الصائغ أحد أبرز شعراء ما بعد مرحلة الرواد محبطا مخذولا في دمشق في 12/12/2005 ليدفن في مقبرة الغرباء التي استقبلت من قبل جثامين الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين، بسبب مشاكل صحية، عن عمر ناهز ال72 عاما.